عانس……ولكن بقلم دكتورة إيمان مرعي
– لفظ عانس يطلق على الإناث والذكور ولكن المتعارف عليه مؤخراً هو إطلاق اللفظ على النساء فقط.
– ويختلف عمر العنوسه من مكان لآخر،فبعض المجتمعات البدائية وأهالى القرى ترى أن كل فتاه تجاوز عمرها العشرين ولم تتزوج عانساً، ف حين أن مجتمعات المدن تجاوزت ذلك إلى سن الثلاثين وما بعدها فلا تتطلق صفة العانس قبل ذلك لأن الفتاة يجب أن يتم تعليمها قبل الارتباط والإنجاب.
– عانس…هذا اللقب الذى تحمله الفتاة يعتبر من أكثر الضغوط التى تُمارس على الفتاة بعد بلوغها سن الثلاثين من قبل الأهل والأقارب ويمثل حملاً ثقيلاً عليها يعمل على توترها وربما تنازلها عن بعض المواصفات الخاصه بشريك حياتها متناسيين تحقيقها لذاتها واستكمال دراستها وتقلدها أعلى المناصب.
– رغم إعتقاد البعض أن تجاوز الفتاة لسن الثلاثين يجعلها تقدم الكثير من التنازلات إلا أن تجاوز هذا العمر اليوم يجعلها أكثر رفضاً لتقديم أى تنازل حيث أن الفتاة العامله والمعتمدة على نفسها تتمتع بقدر كافى من الحرية والاستقلالية مما يؤهلها لإتخاذ القرار السليم والإختيار الموفق لشريك الحياه.
– ينظر المجتمع إلى الفتاة التى تصل إلى سن الثلاثين دون زواج على انها ..عانس..تعيش مرحله حرجه تقل فيها فرص الزواج وليس مسموحاً لها أن تتمسك بأى مواصفات خاصه بزوج المستقبل أو حتى تتضع شروطاً وعليها أن تتمسك بأى فرصة وترضى بأى شخص يتقدم لها إلا أن هذه النظرة لم تعد تهم فتيات كثيرات وصلن إلى سن الثلاثين ويرفضن وصفهن بالعوانس ويجب على أفراد المجتمع تغيير النظره السلبيه للفتاه.
– ومن الناحيه النفسيه…يتعرض الكثير من الفتيات اللاتى يتأخرن فى الإرتباط لبعض حالات القلق النفسى والضغوط العصبية بسبب ما يدور حولهن من أقاويل عند تأخرهن عن الزواج من الأهل والأقارب من قبيل (هنفرح بيكى امتى…؟؟!) وكأنهم يربطون فرحة الفتاه فى الحياة بالزواج فقط وليس من حقها أن تفرح بتعليمها ونجاحها ف العمل ويظل هذا الإقتران لما بعد الزواج حيث أنه إذا فشل الزواج فيما بعد فلا يحق لها أن تفرح بأبنائها وحسن تربيتها لهم وكأن ينقصها شيىء ما يمنعها عن الفرحة.
– ويجب أن تكون أسرة الفتاة هى العامل المساعد فى تخطى الفتاة هذه الضغوط وذلك من خلال تشجيعها على الخروج إلى العمل لتفريغ طاقاتها فى جانب بعيد عن تفكيرها حول عوامل تأخر زواجها.
– وفى نهاية الأمر أرفض تماماً لفظ ..عانس..كتصنيف للفتاة التى تجاوزت سن الثلاثين لما له من معانى ثقيلة ولما يحمله من وصمه اجتماعيه وآثار نفسيه سيئه على الفتاة فهذا اللقب يجعلها وكأنها من ذوى الإحتياجات الخاصة .
– إلى كل فتاة وهبها الله كل مقومات الأنوثة والجمال ورقى الأخلاق ..الزواج تفاهم واستقرار وسكن ومودة وليس هروبا من كلام المجتمع .. تزوجى رجلاً او لا تتزوجى.
بقلم: د. ايمان مرعى